الرسم على جدران جزيرة الأحلام


150 فنان من 34 دولة يحولون جدران “جربة” التونسية إلى مسرح فنى

بدأ الرسم على جدران القرية في يونيو حزيران واستمر حتى مطلع سبتمبر أيلول إلى أن افتتح المعرض رسميا للسكان والزائرين.

تحول أحد شوارع قرية الرياض بجزيرة جربة التونسية إلى معرض مفتوح لفنون الرسم والزخرفة والخط العربي. 

تعرف جربة باسم جزيرة الأحلام وهي مقصد مهم للسائحين القادمين من أنحاء العالم وخصوصا أوروبا.

المعرض المفتوح بدأ بمبادرة للفنان مهدي بن شيخ الذي حصل على موافقة رئيس بلدية الرياض على الرسم على جدران المباني العامة ثم طفق يستأذن الأهالي في الرسم على منازلهم. 

ووافق بعض الأهالي على الفور بينما طلب بعض أصحاب المساكن والمتاجر أن يستشاروا في موضوع اللوحات التي سترسم على جدرانهم. 

ثم اتسع نطاق المبادرة وشارك عديد من الفنانين في إبداع لوحات على جدران القرية. 

وقال عبد الرزاق سيفاوي الذي يملك ورشة في الرياض لإصلاح وصيانة الدراجات النارية "والله الجماعة هاذم اللي يصوروا جئت قلت له صور لي موتوبيكان (نوع من الدراجات النارية) قال لي نصور لك موتوبيكان. أعطيته موبيلات كيفها.. صورها بالبورتابل (الهاتف المحمول) ياش يعملي واحدة كيفها بالضبط خاطرها.. خاطر هذك خدمتي.. خدمتي في الموتوبيكان." 

وذكر الأهالي أن المعرض الفني المفتوح ساهم في تنشيط السياحة في قريتهم. 

وقالت امرأة تعيش في قرية الرياض منذ ما يزيد على 50 عاما "حاجة باهية الحق جابت لنا السياحة وجابت لنا التجارة (بالفرنسية) وسمحت الدنيا والشوارع نظفوا وجابت الونس.. الدنيا متونسة مصلي على النبي يدخلوا منا ويخرجوا منا.. الشارع مونس." 

وكان للفنان مهدي بن شيخ مشروع سابق بعنوان (تور 13 باريس) اشترك فيه 100 فنان رسموا لوحاتهم على جدران مبنى آيل للهدم من عشرة طوابق وزاره 25 ألف شخص على مدى شهر. 

لكن مشروع قرية الرياض في جربة يختلف عن المشروع السابق في أنه معرض دائم. 

وقال سائح فرنسي في جربة يدعى باسكال كولينيه "كان الاختيار بين الذهاب إلى الحمامات أو جربة. 

لكن وجود المعرض المفتوح هنا وأنه من تنظيم نفس الشخص الذي نظم تور 13 باريس قررت اختيار جربة‭‭.‬‬" 

وكان مهدي بن شيخ قد وجه الدعوة إلى ما يزيد على 100 فنان من 30 بلدا للرسم على جدران قرية الرياض التي لم تكن تعرف قبل المعرض إلا بأنها تضم أقدم معبد يهودي في أفريقيا. 

وظلت قرية الرياض في جربة على مر القرون نموذجا للتعايش السمح بين أتباع الأديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام وهي مقصد لمئات الزائرين اليهود الذين يفدون عليها للصلاة في المعبد القديم. 

وقال بن شيخ "الطراز المعماري للقرية أصيل ومحفوظ. وهي تحمل الكثير من المعاني حيث تتعايش فيها في سلام منذ قرون ثلاث ديانات وثلاث طوائف اليهودية والمسلمة والمسيحية وهذا درس بالنسبة لما رأيناه في الأخبار طوال الصيف." 

وذكر بن شيخ أيضا أنه سعى من خلال مشروع المعرض المفتوح في قرية الرياض بجزيرة جربة إلى تكوين حركة فنية قوية جديدة في الشرق الأوسط. 

وقال الفنان "على نحو ما هذه هي أكبر حركة فنية ديمقراطية. هذه أول مرة لا تبدأ فيها حركة فنية في الغرب ثم تصل إلى بقية العالم بعد ثلاثين أو أربعين عاما. هنا إبداع من العالم كله."
الصور:


















3:55 ص



0 التعليقات: